أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

بعضُ ما خبأتهُ الرياض .. | الصفحة 2

متابعه للقصة .......... :hi:


اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 10 > الأخيرة


look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  12-05-2011 04:00 مساءً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 24-07-2010
رقم العضوية : 42,215
المشاركات : 9,623
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647

متابعه للقصة ..........

:hi:

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  13-05-2011 10:08 مساءً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
اعتذر على التأخير ....

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  13-05-2011 10:09 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
12

- في تركيا يافيصل تكون نهايات الأسبوع أعياد العشاق .. الأمرُ بالتأكيد يختلفُ عن هنا ..
في تركيا يسيرُ الشاب والفتاة ممسكَين بيد بعضهما دون لوم لائم .. هنا تتلصّصون اللقاءات !

مجيد ، حلاّقي التركي ، أزورهُ كل عشرة أيام وأسلمهُ دقني وسمعي ..
أستطيبُ أحاديثه فينطلقُ مستطيباً إصغائي ، يروحُ متحدثاً عن تركيا عن الثلج عن فتياته التي أحب وهجرنَه للزواج !

- مجيد كم أحببت من مره ؟
- أوووه كثير
- كم فتاةً عرفت ؟
- أووهوووه كثير
- مارأيك إذاً ؟!
- البنات واللهِ ما إلهم قلوب يا فيصل !

مسكين، يبدو أن حظهُ هناك كان عاثراً مع الجنس الآخر لذا هرب عنهنَ إلى عاصمةٍ تحجبُ النساء ..

- أحببتُ واحدةً من أنطاكيّه ، أنطاكيا بلد الجمال كما تعرف ، وأحبتني .. اتفقنا على الزواج ..
عمِلتُ صباحاً مع والدي وليلاً عند صديقه ، سنتين لم آخذ فيهنّ أي إجازة سوى أيام العيد ..
أتعرف متى أخذتُ إجازةً طويله عن الشغل ؟ حين علِمتُ أن زواجها بعد أسبوع من أحد أبناء التجار هههههه !

قالها ضاحكاً .. لكن بالتأكيد كان يتألم ، شعرتُ بذلك حين أخذهُ حماس الحديث فحرفَ الشفرة قليلاً وأدمى رقبتي !
راح يعتذر ويضع القُطن والمعقّم وهو يتمتمُ بما يبدو أنها شتائم تركيّه ، من يدري ربما كان يلعن النساء !.. وكنتُ أبتسمُ من بلاهته!

- أنتمْ تستهويكم العواطف وأحاديث الحب والمشاعر الدافئه .. لهذا نجحتْ عندكم أعمال الدراما الرومانسية التركيّة وفشلت هناك.

تذكرتُ " لميس " التي لا شيء بالنسبة لساره!
شعرتُ أنه مزهوٌ بفنهم فأردتُ إغاظته :

- يجب أن تعلم أن كل ممنوعٍ مرغوب، تلك الأعمال التركيّة تفتقدُ للإقناع لكن جذبت الناس بمواضيعها التي لا يُمكن أن تُعاش هنا !
أترى يامجيد هذه المرآة التي أشاهدها الآن في صالونك للمرة الألف ولا أعبأ بها ..صدقني وأنا هنا أعني جيداً ما أقول :
لو وضعتَ عليها لوحة " ممنوع اللمس " ، لكنتُ أمنّي نفسي بخروجك قليلاً لأمرر يدي عليها هههه !
- هههههه شيطان
- لا لستُ شيطاناً يا صديقي لكن حين تُريد ترويج الشيء تحدثْ عن منعه !
-حسناً، في امستردام عاصمة المخدرات والجنس لا يُمنع شيء ، ويبقى للأنثى سطوتها ، تصنف ضمن أعلى معدلات حالات التحرش والإغتصاب !

شعرتُ أنه دحض كل حججي ونسف ماتفلسفتُ به !
قلتُ له وأنا أعطيه الحساب زائداً فيه خمس ريالاتٍ أخرى لأني سعيد وأشعر بالغبطة ..

- بالمناسبه مجيد ، ما هيَ الطريقة ُ المثلى لقلب المرأة / الإضحاك ، اللباقه ، الجمال ..
قاطعني على الفور وهو يحرك النقود التي أعطيتهُ في الهواء :

- المال ! "ما معك اي والله تاكلها على راسك " !

يا ألله ، محتقنٌ جداً مجيد الحلاق ، لو كان كاتباً لأتى بأشد ما أتى بهِ أنيس منصور !



13


ليلاً كانت الرياض هادئةً كعادتها ليالِ السبت المضجرة ..
تنامُ على وسادة الصمتِ ما عدا تلك الشقة المملوءة بالأصدقاء السامرين ..
أخالُ سكان الرياضِ يصِلهمْ ضجيجُنا لشدة ما كانوا غارقين في ليلِ السكون المطبق !
وفهد هذا المجنون ..!!
بصوتهِ الثقيل وعينهِ الحمراء يهتفُ للأصدقاء كما لو كان يُذيع بشرى ، يُشيرُ ناحيتي بسبابةٍ مترنحة وهو يضحك :
- هذا ، ترى عنده موعد بكره هههه
لم أُرِد لغير فهد أن يعرف سري .. امتعضتُ من هفوتِه وخرق العهد المبرم بيننا .. أخذتُ من يدهِ قارورة الماء التي ليست ماءاً على أي حال ، ونهرته :
- توقف أرجوك ، ستقود سيارتك للبيت بعد قليل ! يكفي بدأتَ تهذي
كنتُ أحدثهُ محتقناً تفضحني نظراتي ..
أدركَ غضبي بما تبقى فيهِ من قليل الوعي ، وراح يُجيب الأصدقاء المتسائلين :
- موعد في مستشفى الشميسي ، صح فيصل!
- نعم .. عيادة الروماتيزم ، أمي !
ثم سقط على الأرض نائماً وأنا أتأملهُ لاعناً الغباء الذي يجعلني أئتمنُ أمثالهُ على أسراري !


إنهمكَ سلمان في دوزنة العود طويلاً كأنما يختبرُ صبرنا ونحن نهتف به متعجلين .. كان أبرعنا في العزف وأجملنا صوتا ـ
بدأ يغني كما طلبت منه :
" دنيا حظوظ دنيا حظوظ والله رمى حظي معاك "
سماعُ الأغاني عبر التسجيل ليس أبداً كسماعهِ مباشرةً في قلب الحدث ..
يستخفّك الطرب فتبدأ التصفيق والرقص والتصفير وصيحات الإعجاب ، مع أنّك ترفضُ كل هذه الأفعال حين تشاهدها على الشاشة من جمهورٍ متحمس !
لم يُدركِ سلمان ولا صالح ولا محمد سر تحوّلي الواضح من الكلاسيك العربي إلى الطرب المحليّ الحديث !
كنتُ دائماً ما أقترحُ على سلمان غناء أعمال أم كلثوم وعبدالوهاب فيؤديها قليلاً ثم يبدأ فهد ناقداً :
- نووووم جبتوا لنا النوم ! هات شي يحرّك الدم
لكن هذه المرة .. الوضع اختلف !
كنتُ أطلبُ من سلمان أداء أغنياتٍ لراشد لرابح لعبدالمجيد .. أحدّدها بالإسم على وجه الدقه ..
لو كان فهد الآن بيننا يقِظاً لأخبرهم أن سر التحوّلِ ســاره !


ساره ..
أوّاه يا حديثَ القلب السعيد .. يافراشةً ترقصُ في زوايا الروح بألوانٍ براقة ..
تُرى ماذا يخبيء لي الغد معكِ هناك في متجر ماجد !؟
قال لي فهد حين سمِع بخبرِ الموعد في الغـد:

- برافو ، إنما كن حريصاً على تركِ إنطباعٍ أهمّ من المرة الأولى !
- لا ماعليك ، تلميذك النجيب سيبهرك !
- ثمّ كأني أُشاهدك تدخل المحل بيدٍ خالية ! إنتبه
- لا تخف ، معي " بين القصرين "
رمى إليّ بنظرةٍ متسائلة ، أخبرتهُ أن هذا اسم الكتاب الذي طلبَتهُ مني !
راح يهزّ رأسه وكأنه يقول يا للأسى :
- بين القصرين ، بين البيتين ، شغل الثقافه هذا ما يمشي معي ..
لا تأتي خالي اليدين يعني أحضر لها هديّة ، ستكون مغفلاً إن لم تُهدِها شيئاً ولربما تركتك !
تأكد يافيصل أنّ لديها العديد من الصديقات ذواتِ التجارب السابقة ، ستُقارن بكَ أصدقاء صديقاتها فلا تكن بخيلاً
ثم راح بصوتٍ ساخر يقلد نبرتي وهو يخرج :
- تلميذك النجيب ! تلميذك النجيب ! .. "أمحق تلميذ"

كنتُ أحضرتُ لها سِلسالاً كلّفني 400 ريال !
فكرت: ربما أسوأ ما ترتديه من حليّ وجواهر يفوق الآلاف .. لا لا ياللفكرة الرديئة، أعدتُ السِلسلال للمتجر وقبضتُ نقودي !
ابتعتُ لها عطراً نسائياً جميلاً ، علقتُ عليه أجمل صوري التي أُحب ،
مع بطاقةٍ كتبت فيها " إلى ساره .. مع كل الود ! "
طلبتُ من عامل التغليف في محل الهدايا أن يُتقن عمله وانصرفتُ جاهزاً لموعدي ..
أعد ساعاتِ الليل الطويل


14

اسبوعين لم أزر ماجد .. منذ تلك الصدفة العابرة مع ساره حين رأيتُها أولَّ مرةٍ وأهديتها رواية الأبله ..
كنتُ لئيماً بحق ..تركتُ زيارته ولم أعُد ، أشغلتني السمراء عنه !
بعد أن صافحتهُ وتجاذبنا أطراف الحديث أخبرتهُ أنها قادمةٌ لتأخذ مني كتاباً آخر !
قال لي

- حققتَ بُغيتك ثم نسيتني من الزيارة ، والآن عُدتَ لأجلها فقط !

أووه يا ماجد يا صديقي ليس هذا وقت العتب ..

- صدقني ، انشغلتُ باختباراتي ، أنتَ تعلم جيداً أن هذه ليست من خِصالي !
- ومتى قالت لك ستحضرْ ؟!

نظرتُ إلى الساعة .. كانت الخامسة والربع ، بقي على مجيئها ربع ساعه فقط :
- الخامسة والنصف ، لكن يا ماجد افعلْ كما اتفقنا ..
- لا تخف ، إنما أرجوك ولا تغضب مني يا فيصل ، هذه آخر مرةٍ تطلب مني هذا الطلب !

اللعنه عليك وعلى محلك !
ألستَ سعيداً حين تأتي مشعشعةً كالشمس تُشرق على حواسيبك وطوابعك وحتى صلعتك !
لكَ الفخر أن تطأ قدميها هذا المكان الرديء !

راح يصرّ :
- الرياض من أكبر المدن في العالم ، أوجِد لها ولك مخبأً غير هذا المكان ، أرجوك ..
- أووه ماجد حسناً حسناً .. لا توتّرني بربك

اليوكن الفيراني يتوقف ..
تنزلُ ساره.. تطأ الأرض بقدميها كأنما تمشي على عشب صدري ..
هذه المرة ليس مجيئها لأجل جهازها ولا فايروساته ولا أي شيء في هذا المحل، غيري !
يا للحظ السعيـد من كان يصدق !

توارى ماجد في مستودعهِ لآخر مره كما وعدته ..
أصواتُ الدناديش تغردُ أنْ جاء الموعدُ ياصديق الإنتظار !
أيها "الصابرُ" تغفو .. تذكرُ " الوعد " وتصحو .. ها قد أقبلت ْ
أتحلّى عينيها التي تُرسل شواظاً من نار فتنه .. ويديها السمراوتين منقوشاً عليها الحناء السيرالي ..
تضعُ لثمةً كأنما هيَ لصةٌ جاءت علانيةً لسرقة قلبي !
على جبهتها النديّة تنسل خصلة شعر تمارس العبث بي .. كلما تحركت مع طرفِ عينيها شعرتُ بقلبي ينبض مرتين دفعةً واحدة !

- مساء الخير فيصل ..
- مساء النور ساره ..

في زاويةِ المحل خلف دولابٍ يمتلأ بالسيديهات وقفتُ ممسكاً بيدها ..
لم تسحبْها إنما شعرتُ بحمرة الخجل تتسلقُ ملامحها ..
كانت تنظرُ للبابِ مخافة أن يُفتح ..
وكنتُ قد تركتُ كل هذا العالم وأنظر لعينيها فقط !

دقيقةُ صمتٍ مرت ..
مرت كأنما هيَ وقفةُ حِدادٍ على روح ذلك الأبله الذي مات وانبعث جريئاً للحياة مرةً أخرى !
سلّت يدها ببطء وقدّمت لي كيساً وردياً لا أدري ماذا يحوي وكنتُ عنه في شُغل!

ذرَعت أرض المحل تخطو للخروج ، لم نتحدث إلا بإلقاء التحايا فقط ،
تقدمتُ لإيقافها ، خشيتُ أن ألفت نظر المارة ، خشيتُ أن أُحرجها أكثر ..
إتكأتُ على الرف وبقيتُ أتأملها مدبرةً والنبض المتسارع أحالني رجلا ً لا يقوى النطق !
قبل أن تغادرني نهائياً وبعد ان ابتعدتْ عني خطواتٍ ثلاث..
قررتْ إطلاق رصاصة الرحمة :
لمْ تفتح الباب وتخرج ، بل هكذا ،
إلتفتت صوبي .. بيني وبينها ثلاثةُ أمتارٍ كاملة ، استجمعت شجاعتها الكامله ..
.. وبكل دهشة هذه الدنيا ..
حسَرَت لثمتها عنها ، وتبدا وجهها كالبدر تاماً !
أرخَتها وسقطت خمائل الشعر على جانبيها دفعةً واحدة كأنما انصبّ عليها صباً ..
ابتسمت لي كاشفةً عن لؤلؤٍ يتخبى بين الجمر..
سوّت عبائتها سريعاً ثم خرجتْ!
غادرتْ .. وبقيَ عبق عطرها يصدح في المكان ..
وجهُها المستدير .. أحالني أخرساً لا يتكلم ، أنظر لماجد ولا أجيب ..
يهزني فأبتسم .. لا شيء أكثر من ابتسامه !

سحقتني وخرجتْ .. سحقتني تماماً !

***

طوال الليل كان هاتفها مغلقاً .. لم تتصلْ ، أردتُ أن أخبرها بشيءٍ مهم !
رحتُ أفتش في هداياها التي أعطتني ،
وجدتُ " دبدوباً " ، ساعةً رجاليّة أنيقة ، شريطاً جمعت فيه كل روائع عبدالمجيد ..
طقم من الفضة يضم: قلماً ومسباحاً وميداليّة .. كتابُ " الأبله " عائداً لمكتبتي بعد أن حج إلى غرفتها ثم عاد !
بطاقة ٌ كتبت عليها :

" إلى العزيز فيصل ، أهديتُك " دودو " أعز ما لديّ ، دبدوبي الذي شاركني دموعي وأحزاني وسريري طوال 4 سنين ..
كن لهُ كما كنتُ أنا ..قبّلهُ نيابةً عني كل ليل "

نظرتُ لـ "دودو" ! وأخذتُ أكلمه كالمجنون :

- يا لك من محظوظ أيها الدب اللعين ، صنعوك في الصين لتعيشَ منعّماً أربع سنين في الرياض !
لا تملكُ إلا أنفاً أحمرَ مضحكا ، وعينين صغيرتين كحبتي حمصٍ محروقة ، وتخلو من قلبٍ يحس ويشعر ..
ثم بعد هذا كله ، تتبوأ المكان الأعز في هذه العاصمة !

تعال ، ليس لأنك جميل ، ولا ناعمُ الملمس والفِراء ..
تعال لأن هناك من يهمني أمرهُ وضع يدهُ عليك .. ها أنا أجسك فيدبّ الشوق في قلبي !

تعال لأن هناك من حضنتك يوماً تبكي ، ها أنا أحتضنك فتسري فيني قشعريرةٌ لستَ تدركها !
تعال أبحثُ بين فِرائك عن دموعها الجافّة لأواسيها بأثرٍ رجعي !

هذه الروائح التي تسكنك ، لم يحقنوها فيك حيث نشأت هناك في مصانع الصين البعيده ،
هذه رائحة سارة .. عطر ساره .. كل مافيك يعبقُ بساره !
ألا لعنة الله عليك أيها الوغد السعيـد


لم تفتح جهازها .. رحتُ أكتب لها هذا المسج لأنام مرتاح الضمير :

" ساره ، أقسم بالله أحضرتُ الكتاب ، وعطراً وصورة ، وعدتُ بهنّ معي إلى البيت !
سامحيني ، نسيتُ في زحمة فرحتي بكِ أن أسلمكِ مااتفقنا عليه ..
لاتلوميني ولومي غمازتيكِ وعينيكِ ودفء يديك .. فيصل "



يتبع ...

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  13-05-2011 10:45 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 07-05-2011
رقم العضوية : 45,779
المشاركات : 26
الجنس :
قوة السمعة : 50
يعطيك العافيه يا هاشم
متابعة للرواية بشغف ..
توقيع :ماجده
ي ربّ أرغب " بطمأنينة تآمهـ " تريح مآتبقى من أحسآسي ,,

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  13-05-2011 11:13 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: ماجده;1624843 يعطيك العافيه يا هاشم
متابعة للرواية بشغف ..

الله يعافيكي


انتي الك مشاركتين بس بهالمنتدى
وهن على الموضوع هاذ


انا مبسوط من هالشي :ya:


شوي وبنزل جزء جديد

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  13-05-2011 11:29 مساءً   [16]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
15

صباحي في الجامعه ، ظهري قيلوله ، العصر أفرّغه للقراءة أو المذاكرة ..
في المغرب وقتُ القهوة العائلية .. أمي أبي والموجود من شقيقاتي أو أشقائي ..
بعد العشاء أتوجه للشقة ..
أقضيها مع فهد والأصدقاء دفعاً للوقت حتى يأتي موعدي اليومي الأهم !
فإذا أتت الساعة الثانية عشرة بتوقيت قلبي ..
ودقت مخبرةً أنها ال12 منتصف القلب/الليل ..
جاءت معذبتي في غيهبِ الغسقِ .. يرن الهاتف فأقوم من بين الأصدقاء متجها للبيت وهي معي ..
أدخلُ البيت وهي معي .. أحدثها طويلاً طويلاً .. تمر الساعات دقائق ، تحل الثالثة فجراً بسرعه وهي معي ..
فأودعها لأنام 5 ساعاتٍ أحلمُ فيها غالباً أحلامي اللذيذه !


ياللغرابة أيها الليل الطويل ...
ألم تكنْ ثقيلاً عليّ قبل ساره .. مابالك الآن صرتَ سريعاً كأنما تنازلتَ عن ساعاتك الكاملة ورضيتَ أن تكون أنصافاً وأرباع !
تركضُ حثيثاً ..منطلقاً لتقرعَ كوخَ الصباحِ أنْ هيّا تعال وأخبرِ الشمس ان تصحو ...
كان بيني وبين الثالثةِ ما أخالهُ أيام .. وكنتَ يا ليلُ قوياً جداً بما فيه الكفاية لتزرعني بالسأم واليأس كل أرق ..
مابالُك الآن صرت وادعاً .. كومضة برقٍ لا تكاد تلمع حتى تتوارى !

آه يا أنيسة الظلام وقيثارة الليل ياساره ..
حديثكِ لا شيء إلا قناديلَ تقتلُ هذا الليل بأنوارها المتكاشفة ..
تملئينهُ صخباً وهو الذي عوّدني أن يأتي ساكناً رتيباً لا يُطاق !
..كنتُ إذا أرقتُ استعنتُ عليه بكتاب أديب ..وفيلماً لنجمٍ شهير .. فلا يكادُ يغني كل ذلك عني شيئاً ..
الآن .. لم يعد هذا الليل إلا قصيراً هشّاً لا يتسطيعُ مضايقتي .. صرتُ بكِ أقوى وعرف قوّتي فصار لا يواجهني طويلاً ..
يهربُ نحو الصباح بسرعه، كـ مستجير !

ولدتِ في باريس ذات صيفٍ عائلي ، وُلدتِ يا عطراً قدِم للدنيا من عاصمة العطور ..
و ولدتُ أنا بين بيوت الطين في قريةٍ لم تعرف المستشفيات بعد !
وربيتِ بين بيروت و تركيا و ميونخ يومَ عمِل أبوك هناك لسنتين ، وربيتُ بين نخيلنا ونعاجنا أسمعُ بالسياحةِ فأحسبها كلمةً ترادفُ الفلاحة !
أتحسبينكِ تواسينني حين تقولين لي " والله يا فيصل طفولتك أتمناها " !
بربكِ ماذا تتمنين ؟ شمساً لاهبة وبرداً زمهريراً لا ربيع نعرفهُ ولا فصل آخر ! نمشي حفاةٍ على الطرقاتِ كأننا والشمس أصدقاء لم تعد تؤذينا !
تلحّين أن أتحدث لكِ عن المزارع والسواقي والقُرى .. وتصغين بإهتمام .. هل بلغَ بكِ النبلُ هذا المبلغ أن تتعاضدي معي لتشعريني أن حياتي سعيدةٌ مثلك !
أم أنكِ تهزأين ..
وأطلب منكِ الحديث عن مصائفكم العالميّة فتقولين " كآبه وربي ، عارف يافيصل ؟ أحسدك على الكلام اللي أسمعه "
تحسديني على ماذا يا ذات الصوتِ الأشبه بغناء ؟! بربكِ من يحسد من ؟!
تملكين كل أدوات الغرور وتمارسين التواضع ..

كنا نخمّن دروب الأنثى : يُعجبها الأسلوب .. لا الضحك ..بل الجرأة .. وقال مجيد الحلاق : المال !
لكن لو أردتُ تخميناً لأهم صفاتِ الأنثى كي تُمارسَ أسرَ قلب / لن أقول الجمال .. ولا الرشاقة والفتنة .. كل هذا زائف يقتلهُ الوِصال !
الشخصية هي من يبقى ويدوم..
شخصية سارة المتواضعه الودوده المازحة اللامبالية حيناً والصارمة أحياناً .. تجعلها تتنامى في ذاكرتي .


بتنا كتاباً مفتوحاً لبعضنا .. تحدثني بطلاقة عن سلمان و فهد وشقيقاتي .. كأنما من فرطِ ما أشركتُها في تفاصيلي صارت جزءاً مني !
أسألها عن أختها الكبرى " رحاب " وزوجها كل يوم .. أعرفُ صميم مشاكلهم .. أدخلتني ساره في كل مايحيطُ بها ..
وتروحُ تشتم زوج أختها .. وأشاركها الشتم تعاضداً .. لا أدري أكان ظالماً أم مظلوماً .. سامحني يازوجَ رحاب !

وحين يتأخرُ اتصالها أو إجابتها على الهاتف .. تعتذرُ لتقص عليّ ما أشغلها بالتفصيل الممل .. " شقيقي جاء بعشاءٍ للتوّ وجلس معي في الغرفه لم أستطع الرد "
فأحسدُ تركي .. شقيقها المحظوظ ! وأقول لها مستحثاً حديثها " أكيد تركي أفضل من هذرتي " فتقول ضاحكةً " طيب ما رأيك أني مثلت النعاس حتى يخرج فأتصل "
فأستحيلُ شخصاً آخر .. ملكٌ يرفلُ في علياء مجده !

تعرفُ أسماء أدوية أمي .. وأوقاتها !
تعرفُ جنون فهد وأقص لها عنهُ فتشرق بالضحك .. وتعرفُ مهارة سلمان في العود وتسألني ها ماذا غنى لكم اليوم !
أخبرتُها صادقاً في كل شيء وكذبتُ في واحدة .. قلتُ لها أن والدي متقاعدٌ من التعليم ، خجلتُ أن أقول لها أن والد فيصل " بوّاب مدرسة " !
منذ كذبتي هذه ، كلما وقعتْ عيني على والدي كادحاً من الصبحِ أشعرُ بسكينٍ تُزرع في صدري ..
أرجوك سامحني أبي ! واللهِ أنت أعظمُ الرجال في عيني .. ولكن كيف أشرحُ لك وماذا ينقذني منك وأي تبرير أبرر !

وتشاكسني إمعاناً في عفويتها ومزاحها اللذيذ ، حيناً تتصلُ بي وأنا في الكليّة فتقول " عفواً هذا جوال عبدالله ؟ " فأقول خطأ ، فتغلق السماعه .. هكذا جنونٌ لا أكثر
وتصِلني رسائلها وأنا في القاعة: " ركز مع الدكتور لا يفشلك مثل ذاك اليوم " .. فأشعر أن الدكتور الآن يرى ضحكاتي !
ياللشقيّة والشيطنة الأمتع !
آخرُ مباراةٍ للهلال والنصر كانت تنحازُ للنصر لأول مره ! فقط لتغيظني .. علِمت أني هلاليٌ متعصب فأرادت مشاكستي ليس أكثر ..
تراسلني مع كل هجمه ، مع كل هدف .. تتعمد استفزازي فأضحكْ ..
حين انتهت المباراة بفوز النصر وجاء مسجها " فازوا لأن سارونه تشجعهم " ابتسمتُ وتركتُ الغضب لفهد المتعصب .. لم تعد هذه المباريات من يشغلني !

ليستْ كما يصفُ فهد .. هي أطهرُ وأنقى بكثير من تلك الأحاديث التي يرويها لنا عن النساء ..
همومها ملائكيتها براءتها كل شيء منها يأتي طبيعياً دون تكلف ..عفويةٌ للحد الذي جعلني أنقِمُ على فهد نظرَتهُ السيئة لها ولغيرها ..!
كل كلمةٍ منها أرويها لفهد .. يفسرها بعيداً بعيدا !
كل تصرفٍ تقومُ به وأرويه لصديقي ذات ثرثرة ، يمارسُ معه التأويل الشيطانيّ وأشعر أنها أطهرُ مما يُقال بحقها فأغضب سراً في نفسي ..
حتى بت أخيراً لا أقص لفهد خبري معها ..

نتحدثُ بالمودة .. باللطافة .. يروحُ ليلنا نجوى واهتماماً ببعضنا .. تحدثني عن حبها للوقت الذي تقضيه معي وأحدثها بذلك ..
جريئةٌ أحياناً على العكس مني.. نشأتُها وتربيتها التي تلقتها منذ الصغر علمتها أن تكون واثقةً تأتي بما لا أستطيعُ الإتيان به ..
كنتُ قبل البارحة ، أحدثها عن المذاكرة وقرب الاختبارات النهائية والأدب وكل شيء في مخيلتي .. لكني فقدتُ صوتها .. غابت ولم تشاركني الحديث ..
قلتُ لها " ألو تسمعيني ؟ " ردت بصوتٍ خادر ألهب فيني ما ألهب حتى جزِعت :

- "اي معاك .. ياخي صوتك يجنن "

هكذا ببساطة ضربتْ بحديثي كل حوائطها .. فقط كانتْ تصغي لي بشغف .. انفصلتُ عن الدنيا !!
تعرفُ جيداً متى تخفف عني .. متى تسليني .. وتعرفُ جيداً متى تُحضر " شيطنتها " فتلغيني تماماً !
تحدثنا إلا عن الحب .. عن المشاعر .. نقتربُ تلميحاً ليس أكثر

هل أحبها ..؟ أم أني أعتادُها وأدمنتُ الثرثرة لا أكثر ؟!
هل الحب أسمى من احاديث هاتفيّه و كتابات نزرعها في صندوق الوارد لبعضنا .. هكذا سمعتهم يسخرون و هكذا قالوا !
الحب هناك.. في المجتمعات المتفتحة ..حيث يلتقي الشاب بفتاته كل مرة ، ليسا أسيرين خلف هواتفهم يبثّان بعضهما الحديث !
لا ليس حباً .. الحب هوَ ..
الحب هوَ .. حسناً لا أدري .. ما هو الحب ؟
أليس اتصالاً روحياً قبل أن يكون فيزيائياً وانجذاباً متبادل، أليس هو المشاعر الصادقة أياً كانت مقروءة مكتوبة مسموعه ..
أليس الحب هو الإهتمام المشترك والغيره والإرتياح حين يحدثك من تحبه ..
هل الحب غامضٌ لهذا الحد ولا يُكشف بسهولة !
ألم يقل الصينيّون القدماء : شيئان لا يختبئان ، الحب و العطر !


لماذا أحياناً تقول لي " تدري؟ بديت أكره فهد! كل ما كلمتك لقيتك عنده "
ولماذا حين نمتُ البارحة باكراً ولم أكلمها إلا في الغد، كانت مُستفَزةً جداً ! لم تبيّن غضبها لكن لم أستطع لمدة نصف ساعه أن أعيدها لطبيعتها ..
كانت كاللبوة الشرسة .. كل شيء " لا أدري .. ما فيني شي .. إلا طبيعيه ونص " ، كانت غاضبة ،
قبل أن تنهي المكالمة قالت " لا تكررها " !
إذاً لماذ كل هذا ..
ولماذا حين تحدثني حتى عن شقيقها تركي بإعجاب .. أشعرُ بالإستياء !
ولماذا حينَ أتذكرُ قدوم الصيف ورحيلهم لفرنسا .. أبدأ الخوف وأتمنى لو توقفتِ الدنيا عن إحضار أيامها القادمة ..

قررتُ الليلة أن أعرف من أنا ..أن أسألها عن كل هذه الأسئلة التي تعمر رأسي دون جواب ..
من أنا بالنسبة لك يا سارة .. صديق ، أخ ، تسلية وقتل فراغ ليس أكثر .. أم ماذا

فهد يوصيني بالكذب واختلاق القصص لأكون في عينها الرجل الأول ! لم أعمل بنصيحته معها ..
عملتُ بنصيحته معه هو .. كلما راح يسألني كنت أكذب :

- لا ، لم أعد حريصاً على مهاتفتها كالسابق ! شيء في داخلي يافهد يُشعرني أن الأمر مجرد مراهقة لا أكثر !

يسألني هل طلبتَ منها موعداً خاصّا ..فأقول زوراً ، نعم ! لكنها هذه الفترة مليئة بالظروف المُعيقة لخروجها

صرتُ أكذب على أستاذي ، لم أشأ أن احدثه بكل ما في رأسي من تساؤلات وانجذاب حاد ..
لكني نحلتُ هذه القصة كذباً لصديقٍ في الجامعه .. أخبرتهُ عن صديقٍ لي يهاتف فتاة ، يشعر أنه يغار عليها يمتليء بتفاصيلها يفكر فيها كل يوم ..
قال لي :
- الله يعينه .. الأمر خرج عن السيطرة !

وصفنْتُ قليلا ً .. وابتسمت وأنا أشتم هذا الوغد المُدرك .. نعم يبدو أن الأمر خرج عن السيطرة حقاً يافهد !


في المساء كانت سارة تستعد للذهاب لزواج صديقتها " منال " .. حكاية منال طويلةٌ جداً ، قصّتها عليّ في ساعةٍ كاملة ملمةً بكل التفاصيل الدقيقه ..
كيف أنها أحبت منصور في الخفاء .. سراً .. والآن بعد عام ها هي تُزف له !
حسدتُ منصور ومنال ، وشعرتُ أن سارة تريدُ أن تقول أكثر !
حدثتني حتى عن فستانها الليمونيّ الذي ستخرجُ به الآن للقاعة .. شعرتُ أنها جميلة متألقة.. تعشقُ نفسها وتدرك كم هي جميلة .. في نبرتها نرجسيةٌ مبررةٌ تماماً !
سألتها عن تفاصيل الفستان .. يا للأبله !
راحت ببراءة تشرحُ مصطلحاتٍ لم أفهمها ، آخر من يفهم في ملابس النساء أنا لكني فقط كنتُ أدفع الحديث لأسمع فاتنتي ..
إلتقطتْ أذني كلمة وحيدة " عاري " .. قالتها كأي طفلةٍ تقول ما لا تعنيه تماماً ..راحت تواصل كما لو لم تقل شيئاً ..
لكني بقيتُ عند هذا التفصيل مطولا ً .. وكان إبليس يقفُ معي في ذات الوقت !


الساعة الآن تدق منتصف الليل تماماً .. بالتأكيد ترقصُ سمرائي الآن في القاعه وتمازح صديقاتها اللواتي قالت لي عنهنّ :
لم أر البعض منهن منذ الثانوي ..
بالتأكيد كل العيون هناك على سارة .. ستكون حديث المجتمع الراقي هناك ومن يدري ، ربما فُتنت بها أمٌ لولدها
شعرتُ بالغيره قليلا ً ثم ابتسمتْ مجدداً من بلاهتي ..

تجرأتُ فكتبتُ لها مسجاً لا أدري ما عواقبه ،
أرسلتُ لها مسجاً انطلق من حيّنا المتواضع ، ليصلَ هناك في جوالها وسط المكان الفرائحيّ الفخم :

- " حظ المكان .. و حظ منهم حواليك ، و حظ العيون اللي تناظر عيونك .. فيصل"

دقيقتين و رنّ هاتفي يحملُ رداً من تلك القاعة الأثيرة ليرنّ في غرفتي المتواضعه:

" يا ليتني ويّاك عن زحمة الناس ، هذي الخلايق ما تعوّض مكانك ..ساره "

أليس نوعاً من اضطراب السلوك والهيستيريا ..
أن تقرأ بيتاً واحداً ..
ثلاثين مرة !



يتبع...

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  14-05-2011 02:21 مساءً   [17]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 24-07-2010
رقم العضوية : 42,215
المشاركات : 9,623
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
يعطيك العافية هاشم ...عن جد متشوقة جدا لاعرف تكملة القصة .....

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  14-05-2011 05:17 مساءً   [18]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: الهدى;1625815 يعطيك العافية هاشم ...عن جد متشوقة جدا لاعرف تكملة القصة .....
الله يعافيكي هدى

نزلت جزء جديد

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  14-05-2011 05:21 مساءً   [19]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115


16


كل المحيطين بي يعلمون أني قاريءٌ نهِم .. لكن، وحدها سارة من باتت تعرفُ أني أحاول الكتابة !
أخبرتها بذلك دون الخوض في التفاصيل ..
لديّ قصص وخواطر وقصائد تختبيء في جنباتِ دفاتري .. لم يطلع عليها سواي .. مغرمٌ بالقصة وأكتبها سراً ..
في داخلي شيءٌ يخبرني أن ما أكتبه ليس إلا سخفًا وهُراء .. كنتُ أقرأ ما أكتبُ فلا أجرؤ على إبدائه لأحد ..
عندما عرفتْ سارة أن لديّ نصوصًا تتلحّف سماء أدارجي منذ سنتين راحت تصرّ أن أقرأها عليها ..
خجِلتْ .. أشعر أن كتاباتي محض هراء !
أخبرتني بصوتها المُقنع جداً أنّ الكتابة والشعر والرسم و كل فن، ليست جزءاً من شخصيّاتنا نخجلُ منه إن لم يكن جيّدا ً
هي يا فيصل محاولات ، ليست صفةً خَلقية ولا خُلقيةً حتى تخجل من كونها سيئة .. قد تزيدُنا رفعة إن نجحنا فيها إنما لا تحط من قدرنا إن فشلنا!

أخبرتُها أن الكتابة بالنسبةِ لي أمرٌ أقدسُ من ذلك بكثير .. وأن تركيبتي النفسيّة تجعلُ من أي نقدٍ يوجّهُ لي أشبهَ بعداء !
أحب كتابة القصص لكن أخجلُ من نشرها لأني أعرفُ قيمتها في الأدب وجوهرها ونظرة النقاد لها بحزم حين تُكتب !
ألم يقل والتر الن أن القصة هي الفن الوحيد الذي يمنحنا من المعرفة ما لا يمنحنا إياه أي نوع أدبي آخر ؟
ألم يقل عنها بأنها فنٌ يبسط الحياة أمامنا في امتداد وعمق وتنوع ؟!
كلما كتبتُ شيئاً قرنتهُ بهذه الجملة ... وبتّ متشككاً في قيمة ما كتبتْ .
توقعتُها سوف تنسى الأمر برمّته .. لكنها كل ليلٍ كانت تطلب أن أقرأ لها ..
وكنتُ أدير دفة الحديث بعيداً تجنباً لإصرارها ..


قبل يومين .. قالت لي ما رأيك أن نلعب ؟! قلتُ ماذا !؟
راحت تتكلمُ عن سرعة البديهة ..

- ما عليك إلا أن تختاَر حرفاً لي وسأقول على الفور إسماً وحيواناً ونباتاً وجماداً ودولةً تبدأ بهذا الحرف !
وأختارُ لك حرفاً وتأتي بذلك .. من كان الأسرع فينا هو الفائز !

- إمم حسناً .. يبدو أن الأمر مشوّق ، لكن حذارِ .. خصمُكِ ليس عادياً !

- أووه ، تُعجبني النرجسيّة ، تخلقُ التحدي ، إذاً مارأيكَ بمزيدٍ من أجواء الحماسِ نُضفيهِ على لعبتنا !؟

- حد الله بيني وبين القمار سيدتي ههههه

- هههه لا ليس قماراً سيد نرجسي ، حين أنتصرُ عليك حقق لي طلباً أطلبهُ منك .. وأنتَ لكَ ما تطلبهُ إن انتصرتَ وسأفعل !

- رائع يا ساره رائع .. هذا ما أُريده .. التشويق ، إذاً من الآن جهّزي نفسكِ لاستقبال طلبي ، أنتِ في هذه اللعبة مسحوقةٌ تماماً ها أنا أخبركِ من الآن !

ضحِكتْ طويلا ً من ثقتي ، من دعاباتي من طريقة كلامي .. ثم طلبتْ مني أن أبدأ ، إختارتْ لي حرف الصاد ..
هتفتُ سريعاً بإسم صالح ، توقفتُ قليلاً وقلتُ "صبّار" ، أرهقني البحث عن جماد حتى اهتديتُ إلى صابون فشرقتْ بالضحك !
تقافزتْ الحيوانات من رأسي ولم أجد إلا صرصار فدوّت ضحكاتها مجدداً ، وبعد مشقة ، قلتُ صوفيا البُلغار وأنهيتُ الحرف في زمنٍ لا بأس به ..

حين جاء دوري ، توقعتُ أن تتلكأ أكثر مني ..
كنتُ أفكر في طلبي حين أنتصر أكثر من تفكيري في الحرف الذي أُعطيه لها ..حسناً ماذا عن الفاء ؟ أتنطقُ إسمي ؟؟

- حرف الفاء هيّا ابدأي أيتها المهزومة!
- فيصل فراشة فلفل فستان فرنسا ها مارأي السيّد مغرور !

لم تتكلف أكثر من سبع ثوان .. كانت تقول مارأي المغرور وهيَ تُغالب ضحكاتها ، سحقتني كما تفعل في كل شؤونها معي !
سحقتني أول مرةٍ رأيتها ، ثم في المحل مجدداً يوم أهدتني هديّتها ، يسحقني صوتها كل مره .. إذاً لا بأس أن أعترف بسحقي هنا مجدداً في هذه اللعبة !

العظماء وحدهم من يعترفون بالخسارة دون مكابره :

- السّيد مغرور يهنئك ، تفضلي ماذا لديكِ لأجيب !؟
- إقرأ عليّ قِصصك !

اللعنة ..
لم تتردد .. ألقَتها على الفور كما لو كان أمرُ اللعبة مدبراً لأجل هذا الطلب ..
إلتزمت الصمت .. وراح صوتها يلح :

- سيّد نرجسي إنتبه، المؤمنون على وعودهم !

كنتُ أفكر في التنفيد من عدمه .. بقيتُ متردداً حتى عاودَت شيطنتها !
راحت تُمارس شقاوتها اللعينة :

- " كأني سامعتهم يقولون كلمة الرجّال وحدة .. عموماً بكيفك خلها ثنتين ! "

ها هي ساره .. هكذا تَتعفرتْ !
هكذا تجيدُ العزف على أوتاري الحساسة .. تعرف متى تستخدم شقاوتها ومتى تأتي بكل رزانتها ومتى تُصغي ومتى تنطلق في الحديث ..
ها هي تستفزني لأنطلق !

- أليس هناك ما يسمى الصالونات الأدبيه ؟ الأمسيات القصصية ؟ هيّا فيصل لنجعل هذه الليلة أمسيةً للقاص الكبير سيد نرجسي الخاسر !

نطقت جملتها الأخيرة وهيَ تُحاول ألاّ تضحكْ .. كانت تُغالب نفسها عن ذلك .

- لن أتوب عن النرجسية لكني سأتوب عن لعبة الحروف !

هنا فلَت عنان الضحك من يدها ..راحت تضحك كالسكرانة .. ما أجمل ضحكاتها وما أحبرني بها ..

شقيةٌ جداً هذا اليوم فاتنتي .. لم يكن لي بداً إلا أن أجيب ..

رحتُ أقص عليها نصاً كتبته قبل سنتين وأكثر ، يتحدثُ عن رجلٍ يكفر بالبكاء ، مات أخوه ومرضت أمه وفجعت أخته في مولودها ولم يبكِ ..
حينَ سقطَ في السوق وكان الناس ينظرون إليه .. إنهار فجأة .. كانت سقطتهُ قشةً قصمت ظهر التجلّد !
أقرأها متفاعلاً مع أحداثها ولغتي وسردي ونسيتُ أنها على الخط تسمعْ ... حين قلت " تمّت " دوّى صفيرها بجنون شاقاً هدأة الليل ..
صرختْ كمراهقٍ لا يأبهُ بأحد !
صفّقت كأن البيت يخلو إلا منها .. يا للمجنونة ألا تخشى أن يسمعها أحد!؟
أو أن غُرفهم ليست كالغرف الصغيرة المتجاورة في بيوتنا نحنُ البسطاء ..
هناك في قُصور تلك النواحي ، كل غرفةٍ بينها وبين الأخرى مسافةٌ تحجب تفاصيلها عن الأخرى !

- برافو فيصل.. يا مجنون .. هات نص ثاني أرجوك !

على هذا التشجيع رحتُ أتألق كنجمٍ يطوي أرض الملعب مدفوعاً بهتاف أنصاره ..
قرأتُ لها أكثر من خمس قصص .. وفي كل نهاية قصة تُكيل ليَ المديح وتثني ..

طلبَتْ مني أن أعرضها على الدكتور في الكليّة .. أصرّت أن أفعل :
- إذا لي عندك خاطر قدمها ، صدقني سيصفق لك أكثر مما فعلت !

لكِ خاطرٌ يأبى عليّ التردد .. خطوةٌ فكرتُ فيها طويلاً كنتُ أحتاج من يدفعني لها .. وفعلتْ ساره .

***

صبيحة الأمس .. فعلتُ لها ذلك .. عرضتُ كتاباتي على د.ثابت المتخصص في اللغة والنقد إضافةً لكونهِ قاصاً وشاعر ..
فعلتُ ذلك مدفوعاً بتشجيع ساره .. و مسكوناً بالهم الذي في داخلي عن الكتابة والقصة ..
كنتُ أتمنى طويلاً أن أعرض ما أكتب على أحد الضليعين في هذا المجال ، ألف مرةٍ كنت أقرر .. ثم أحجم في كل مرة!

إتجهتُ إلى غرفة الدكتور بعد أن قال لي في نهاية المحاضرة : فيصل أريد أن تمرني في المكتب قليلا ً ..
كنتُ متوتراً .. هاتفتُ سارة من قلب الجامعة .. أجابتني وقد أفاقتْ من النوم على اتصالي :

- صباح الخير ساره ، آسف أزعجتك
- هلا فيصل لا بالعكس
- الدكتور طلبني لإجتماع في مكتبه ، أشعرُ بالتوتر لا أدري ماذا سيقول ، إسمعيني ، من الآن أخبرك ، إن قال عن نصوصي ليست جيّدة لن أكتب مرةً أخرى ..
كنت أتكلم بنبرةٍ عصبيّة .. وكانت تخفف عني كما لو تربت على كتفي :
- أولاً أنت مبدع شاء من شاء وأبى من أبى ، ثانياً لا تتكلم قبل أن تذهب إليه وتسمع منه .. صدقني أنتَ تكتبُ بإتقان لا داعي لهذا الخوف
- حسناً حسناً .. عودي للنوم سـ
- لا لن أنام سأنتظركْ !

على الكرسيّ المقابل للدكتور ثابت كنتُ أجلس كرجلٍ ينتظرُ العفو أو الإعدام .. وكان مشغولاً عني بأوراقٍ يتأملها ويضع يده على فمهِ في صمتٍ تام ..
يبدو أنه يقرأني للمرة الأخيرة قبل أن يطلق رصاصته ، أزال نظارته ، تراخى للوراء مستريحاً على ظهر كرسيّه ، وصوّب نظره تجاهي :

- قلت لي إنك لم تنشرْ من قبل ، حسناً .. كم عُمر هذه النصوص ؟
- بعضها قبل ثلاث سنين، بعضها قبل أشهر .. آخر نص كـ
قاطعني في حزمهِ المعتاد :

- لماذا لم تنشر ؟

- في الحقيقة يا دكتور ، أحب الكتابة جداً ، أُقبلُ عليها بشغف ، أُروّح بها عن نفسي وأتحللُ من كل شيء ، جعلتُها سراً خشيةَ سماع كلمةِ ناقدٍ تكرهني في ما أحب ..
قلتُ لنفسي طويلاً أن هكذا أفضل .. نعم ربما في قراري بعض الجُبن .. إنما صدقني أن أكون جباناً خيراً من خسارة ما أحب ..
أن أبقى متشككاً بشأن نجاحي خيرٌ من أن أسمع نبأ فشلي ، هكذا أقنعتُ نفسي ..
ربما تقول لي إن الفشل طريق النجاح ، لا ليس لأمثالي يادكتور .. حين أفشلُ مرة فإني أموت سبعين مرة قبل النهوض مجدداً ..
وأعرف ماذا ستقول ، النقد لا علاقة له بالشخص بل يطولُ النتاج الأدبي .. لكن صدقني ، أرتبطُ بحروفي رباطاً مقدساً لا فِكاك عنه !

- جيّد ، هذا قرارُك ..ولكن لماذا أقدمتَ على الإستشارة الآن ..

فكرتُ سراً وأنا أبتسم :
هل أخبره عن تلك السمراء التي شجعتني ، وعن تلك الأمسية الليليّة الناجحة التي صفقَتْ لي فيها طويلاً ..
ما موقفه لو قلت له عن نصوصي التي لاقت التصفير والإستحسان فجراً ! هه سـ يُجنّ ولا شك ..

- أنت تعلم يا دكتور ، لم يبقَ على التخرج شيء ، إن لم أحسم أمري بشأن الكتابة الآن فلن أحسمه أبداً !
أحياناً .. لا شيء إلا المواجهة ! إمّا أن أسمع أني كاتبٌ جيّد وأستمر .. أو لأسمع خبر فشلي وأهتمّ بأموري الأخرى بعيداً عن سماء الأدب..

- حسناً ، بالأمس قرأتُ نصوصك الخمسة التي قدمت إليّ ..
لا ينبغي أن تكون بكل هذه الحساسيّة ، آمن بموهبتكْ يابنيّ.. ما قرأتهُ كان مذهلاً يا فيصل !
- ماذا !؟
- لديك لغةٌ محكمة ، أفكارك جميلة ، سردك يأتي منساباً كما ينبغي ، فقط لديك هفواتٌ إملائية ونحويّة كدرتني قليلاً ماعدا ذلك فإني أصفق لك !
- أشكرك .. أشكرك يا دكتور أنتَ لا تعرف كم يـ..
- إن كانت هذه بداياتك كما تقول، حقاً لا أعرف أين ستصل ، أؤكد لك أن المستقبل أمامك واعد ، فقط ركز على الإملاء والنحو رجاءاً ، وسأسعدُ بنصوصك القادمة ..

خرجتُ من مكتب الدكتور منتشياً .. أردتُ أن أصرخ في الجميع أني " كاتب " !
لست قارئاً فقط .. أنا كاتب وأسألوا الدكتور ثابت ..
أنا موهوب .. أنا لستُ فقط قارئاً .. شكراً سارة

تذكرتها .. كنتُ أخرج هاتفي لأحدثها في السيب المقابل لغرفة الدكتور :

- ساره.. قال لي مذهل !
- أرأيت ؟ لأنك مذهل .. هوَ لم يأتِ بجديد
- قال إني مستقبلي واعد .. كان صمتهُ مريعاً ... لكنه حين نطق .. كان صوتهُ وتراً زريابياً ..
- بالله صِف لي هيئته، أشعرُ أنه كالحكماء والفلاسفة ذوي اللحى الكثيفة والنظارات المقعّرة !
كان الدكتور يخرج من غرفتهِ فأخذتُ أضحك من وصفها له ، كان نقيض ذلك تماماً .. مفاجآتها لا تنقضي :

-فيصل ،
- هلا
- هل تذكر تلك اللعبة التي لعبت معك لأنتزع منك طلب القراءة لي ؟
- الحيوان الإسم الجماد ..نعم، ماذا بشأنها ؟!
- كانت إجابات كل الحروف أمامي مكتوبة ، نقلتها من النت ! حين طلبتَ حرف الفاء كنتُ أقرأ لستُ أفكر .. آسفة للغش سيّد نرجسي .. كنتُ محمومةً لقراءة ما كتب فيصل !
- سارة أحبك !
- .........................


***

أنهيتُ المكالمة فور إدراكي بما تفوّهت به ! أغلقتُ الهاتف نهائياً ..
أضعُ يدي على فمي مشدوهاً و أمشي في الممر كالمجنون متمتماً يحادث نفسه:

-" يا ألله !ماذا قُلت ..!! "





يتبع...

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  15-05-2011 10:59 مساءً   [20]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
17


على الجسرِ المعلق المتأرجحِ بين السماء والأرض كنتُ أعبر بسيارتي متمهلاً وأفكر :
ماذا أقول لها .. أأقولُ أن كلمة " أحبك " كانت مزحة .. زلة لسان .. وهل يزلّ اللسان إلا بالحقائق !
أأقول أني فعلاً أحببتكِ وأنا الذي لم ألتقيكِ إلا مرتين .. واحدةٌ مصادفة والأخرى كنّا نسترِقُ فيها النظراتِ وسط متجرٍ على قارعة طريقٍ مملوءٍ بالمارة !
ستضحكْ .. لا ستغضبْ !
ربما هيَ مثلي وجدت في هذه العلاقة قتلاً لفراغها وصداقة تتسلى بها !
أحكمتْ ضبط مشاعرها وأنا تماديتُ في أوهامي فوقعتُ في الإدمان حد الحب !

يا تُرى هل هيَ مثلي ، هل إستلطافها لي علامة حب أم صداقةٌ وثقى ..
سأقول لها أن الحب وقود الحياة .. سأقول لها الصراحة كما أخبرتُها بكل شيءٍ سابقاً .. لأواجه معها مصيري !
كنتُ أنظرُ للمقعد المجاور ، عليهِ قصصي التي ملأها الدكتور ثابت بالتصويبات النحويّة والإملائية وعلّق عليها تعليقاً مشجعاً ..
ماذا لو كانت سارة هنا .. يا ألله .. ستكون القيادة أمراً محبباً ليس مملاً أبداً ...
ماذا لو كانت بجانبي .. ويدي تُمسكُ بيدها .. هل كنتُ أتمكن من السيطرة على الطريق ! هه يا لأفكاري البلهاء أين تأخذني ..

في غرفتي قررتُ أن أهاتفها .. لم تتصل لم تُرسل ربما مازالت مصعوقةً من كلمتي التي دوّت في أسياب الكليّة !
ضغطتُ أرقام هاتفها على جهازي .. لم تُفلح المكالمة ! كانت شاشة هاتفي كلما اتصلتُ تومض بجملةٍ غير مفهومة : " بعض المكالمات محظورة " !
لأول مرةٍ أقرأ هذه العبارة .. بالتأكيد غضبتْ ، هل ألغتني ، هل ألغتْ رقمها .. لكن مهلا ً .. هذه الجملة تواجهني في كل اتصال !
هاتفتُ شركة الإتصالات .. لا بد أن الخلل من عندهم هم :

- لديّ مشكلة في الإتصال ، يعطيني تنبيهاً ببعض المكالمات المحظورة !
- نعم ،لأنك وصلتَ الحد الأئتماني !
- يعني ماذا لم أفهم ..
- ياعزيزي لديك الآن فاتورة بقيمة 2800 ريال !

دارتْ الغرفة وأشياؤها في عيني .. وقعتُ على السرير غير مصدق .. أعلى فاتورة جاءتني كانت 400 ريال وتبرمتُ حينها !
بدأ العرقُ يتفصد من جبيني .. ماذا أفعل ! من أين لي بمبلغٍ كهذا .. يا ألله أوحقاً لن أستطيع محادثة سارة بعد الآن ..
لكل شيء ضريبة .. هذا ما غاب عني وسكرتُ مع الهوى !
هذا يعني أن كل شهرين سأعاني هكذا .. كل شهرين سأفجع ! وأنا الذي كنتُ أحسب لهونا الليلي لا ينغصّه منغّص . ياللحلم المُفلت من يدي الآن ..

لايوجد في جيبي إلا مئتي ريال .. والمتبقي من مكافأتي 500 .. من أين لي بالمبلغ الضخم الباقي!
هل أمد يدي لإخوتي وأنا الذي لم أفعلها قط .. لا !
أي تبريرٍ أقدمه لوالدي حين أسألهُ مبلغاً كهذا .. سيظن الظنون ولا شك إن أخبرتُه بأن الأمر يخص فاتورةً هاتفيّة !
أقفلتُ هاتفي ورحتُ للشقة ليلاً بوجهٍ ليس كالذي كنت أجيء به ..

- هددها بالقطيعة ، أخبرها أنك لا تستطيع المواصلة بسبب عجزك الماليّ وصدقني هي من يتدبر الأمر !
تباً لأفكارك يا فهد .. أتريدني أن أتمسكن لأمرأة !

- أخبرها أنك في حاجةٍ للمال ، صدقني الفتيات عاطفيّات ، ستمنحك أضعاف ماتريد !
هذا الوغد يظنني مثلَه ! لو قدمت لي آلافاً ما قبِلتْ

- افهمني يا فهد ، أنا الآن لستُ أفكر في هذه الفاتورة الحاليّة .. أفكر في القادم ، كل شهرين ستتكرر هذه المأساة ..
من أين لي بهذه الأموال لأواصل معها !

راح يوبخني :

- ألم تقل لي يا فيصل أن الأمر مراهقة ، وأنك لم تعد مهتماً بالأمر .. مالذي يجعلك الآن في غاية التبرم والضيق

اللعنة على ذاكرتك التي لم يُتلفها ما تتعاطاه! نعم أخبرتهُ كذباً كل هذا ..

راح يُسقيني ورحتُ أشرب .. نسيتُ نفسي نسيتُ كل شيءٍ إلا سارة ..
كان هذياني سارة .. وفي حُمرة العينين حرف السين يتراقصُ رغم كل شيء
أسوأ لحظاتِ العمر ، أن تُفيقَ بعد غياب عقلك .. أن تصحو بعد غفوتك ورائحتك تعبق بالإثم !
حينها .. يتضاعفُ الهم ليصبح أطناناً ما لها من محيص !

عدتُ للبيت مهموماً.. أدفعُ الباب بمشيةٍ كالبندول !
الهاتف مازال مغلقاً .. بالتأكيد ربما اتصلتْ أو استغربتْ هذا الإنقطاع منذ الصباح .
أأقول لها أني فقيرٌ لمساعدتك وأطلبُ التصدق منها .. كما يلح فهد .. يا للفكرة الرديئة !
بل يا لهذه العلاقة الغريبة وتقلباتها ،
ليلة البارحة أقرأ لها قصصي ، صباحاً أتوتر من رأي الدكتور ، بعد الصباح زل لساني بحبها ..
ظهراً كنتُ أنوي محادثتها عن الحب ، والآن أفكر في تأمين هذا المبلغ .. أين سأصل في موج التقلبات هذا ..

ساعةٌ كاملةٌ من التفكير فوق سريري .. أنا وحسرتي وإبليس !
بعد ساعةٍ كاملة .. في الساعة الواحدة ليلا ً .. يرقدُ بيتنا في الظلام ، وقد تفتق ذهني عن أسوأ فكرة .. لكنها الحل الوحيد !
كنت أنحطّ جداً وأعلم ذلك .. كنتُ مدفوعاً برغبتي في مواصلة هذه العلاقة على الأقل شهرين أخرى ..
كنتُ كـ مدمنٍ يهوي للدرك الأسفل كي يحصل على المال ليتناول جرعته ..
ها أنا أدلفُ إحدى الغرف الأرضيّة ..يخبيء الظلام دمعة عيني ، لبثتُ خمس دقائق و خرجتْ..
خرجتُ ألعن نفسي و يعتملُ في صدري أسىً لن تفسره الكلمات ..
خرجتُ بأسوأ غنيمةٍ في التاريخ ..

يا لسوء أقداري وآه يا ساره .. أبينَ يومٍ وليلة ، هكذا بغتة ً .. صرتُ لصاً ؟!!
وأسرق من ؟!
أمي !

غداً .. ستحرصُ كعادتها أن أتناول إفطاري .. وستتأوهُ من ركبتها واقفةً على فرن الغاز تحضر الشاي لي ..
وسأنظر لها نظرةً أخرى لم أنظرها قط .. سوف يجللني الخزي غداً صباحاً .. لن أستطيع محادثتها واضعاً عيني بعينيها ..
ستوصيني على نفسي وسألعنُ نفسي .. وكلما دعت لي ، سأبكي في قلبي .. أعلم ذلك .. أعلم أن في الصبحِ هواني !

أصعدُ الدرج راجعاً لغرفتي وأفكر :
ماذا ينقذني منكِ يا أمي .. أأكذبُ على نفسي وأقول لن تحتاجي هذا العقد !
لا ، لن أكون سارقاً و كاذباً في ذاتِ الوقت وأجمع السيئتين !

أينقذني منكِ وعدٌ سريٌ أقطعه على نفسي بأن أُحضر لك أفضل منه حين أتخرج وأصبح ذو مرتبٍ جيّد ..!
أينقذني منكِ يا أماه ، أني أفعلها وأنا أمسح دمعة ً فرّت وأخرياتٍ أُجاهدهنّ أن لا يندلعن فيشهق بهنّ صوتي ..
لا تجسي رأسي غداً .. هذا الرأس نجسٌ كل مافيه .. وأنتِ أطهر !
أريحيني غداً من دعواتك بربك .. كل دعوةٍ منكِ ستجعلني أكرهُني أكثر !
حتى وأنتِ لم تلبسي هذا الذهب منذ أزمان ، حتى وهو مهجورٌ في صندوقك القديم ..
لكنه يحمل رائحتك .. يحمل ذكريات شبابكِ يوم زفّوكِ لأبي .. يحملُ صحتك وعافيتك التي باتتْ حُلماً جميلاً ليس أكثر ..
يحملُ أيام أنوثتكِ البهيّة ..قبل أن تلدي ولداً ينوي بيعَه ليُحادث فاتنة !
سامحيني يا أمّاه !

أضعُ العُقد في جيب ثوبي لأبيعهُ غداً للصاغة .. سيتغانمون فقيدَ أمي .. أكثرُ ما يعذبني أنها ستكون غافلةً غداً تتعطرُ بالآيات من مذياعها ..
أغمضتُ عيني وأنا أفكر في أمي وخزيي ، في سارة والحب الذي بدأ يتغلل في روحي ، في مستقبل العلاقة الجنونيّة هذه ..

- ماذا لو لم أستيقظ ؟ ماذا لو سُلّت روحي وأنا نائم .. ألن يكون أفضل ؟ بلى، سيكون أفضل !

يتبع ..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 11:41 PM